تعلق قلبه بالقرآن
اذا بحثت متى وأين قُتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ ستجد أنه استُشهد وهو قائم بين يدي ربه، يتلو آيات القرآن في صلاة الفجر. ولهذا اختار أبو لؤلؤة المجوسي هذا الوقت وهذا المكان لطعن عمر، لأنه أدرك أن قلب عمر كان معلقًا بالله، خاشعًا أثناء الصلاة، يستشعر عظمة كلام الله
و يروي أحد الصحابة: "كنت في الصف الثالث أو الرابع، وسمعت نشيج عمر في صلاة الفجر، صوت بكائه يخرج من صدره وهو يقرأ: "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون". هذه هي القلوب التي تدرك جمال القرآن وروعته وبهاءه، القلوب التي تعلم أنه لم ينشق شيء من السماء ولم ينزل منها ما هو أعظم من آيات القرآن
هذه القلوب تدرك أن القرآن شفاء، وأن مكانه الصدور لا الألسن فقط. القرآن هو الكتاب الذي غير أقوامًا، وبدّل أجيالاً، وزرع الهمم والعزيمة في نفوس الرجال والنساء. إنه البوابة الكبرى للتغيير في الحياة. إذا كنت مسحورًا، أو مهمومًا، أو تعاني من الضيق، فجرب أن يكون لك ورد يومي من القرآن، وسترى كيف تتبدل حياتك وتتلاشى همومك
أثر تعلق القلوب بالقرآن
ان قراءة القرآن بانتظام تغير حياة الإنسان. خذ مثلاً سورة البقرة: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أخذها بركة وتركها حسرة". إذا كان 48 وجهًا من القرآن يجلب البركة، فكيف بمن يقرأ الـ 604 صفحات كاملة؟
قراءة القرآن هذه العبادة القلبية العظيمة، إذا تمكنت من العبد، فتح الله عليه أبواب التوفيق، وأغدق عليه من واسع فضله وجوده، حتى يملأ حياته بالخير والبركة
مما يُنسب إلى الإمام ابن تيمية قوله إن الله أنزل 104 كتب سماوية، وكل معاني هذه الكتب جمعها في القرآن الكريم، وكل معاني القرآن جمعها الله في سورة الفاتحة، وكل معاني الفاتحة جمعها في قوله: "إياك نعبد وإياك نستعين"الآية.5
القرآن الكريم وصفه الله بصفات عظيمة تجعل المؤمن يتشبث به، فهو مفتاح راحة البال، واطمئنان النفس، وبركة الحياة، والتوفيق في الدنيا والآخرة، ومن أراد السكينة والأنس فعليه أن يتمسك بكتاب الله.
في مشهد مهيب، جاء الجن ليستمعوا إلى قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، فما كان منهم إلا أن قالوا: "أنصتوا". وبعدما انتهت التلاوة عادوا إلى قومهم منذرين، وقالوا: "إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد". هكذا، القرآن يبدل الإنسان من حال إلى حال، ومن شعور إلى شعور، دون أن يدرك ذلك أحياناً.
لذلك، من كان يشتكي هموم صدره أو ضيق قلبه، فعليه أن يعالج روحه بالقرآن، وأن يزيل ما في داخله بآيات الله. فالقرآن هو الشفاء والهدى، وهو النور الذي يُخرج الإنسان من الظلمات إلى النور. سبحان الله العظيم
.jpg)

.jpeg)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق